اخر الاخبار
عاجل
الثلاثاء، 11 أبريل 2017

واء نيوز الدولية :: ألأحمر بين التقديس والتنجيس ..نص اللون الواحد / بقلم الاستاذ الاديب الناقد رائد مهدي / ألعراق



واء نيوز /  ثقافة وفنون / 

((ألأحمر بين التقديس والتنجيس ..نص اللون الواحد))

عنوان لدراسة نقدية كتبتها عن نص الشاعر الأديب صلاح آل السلطاني والذي كان بعنوان - خطوط حمراء - تمنياتي له بالتوفيق ومزيد من العطاء .
الوطن مهد الإنسان، سابق له في ترتيب التكوين ، يولد الإنسان فيه ويموت عليه ، وأحيانا يموت لإجله أو بتسمية أخرى يضحي من أجله.
 وتتنوع تلك التضحية وتتعدد تفاصيل ذلك الموت فقد نضحي بكل الألوان ونتمسك بواحد منها لأنه مقرون بمعنى قضيتنا ونشكل بها خطوط حمراء لنلفت انتباه من نريد نحو ماهو بالغ أهميته ومانحن متداخلين فيه معنى وحسا . هي تماما كالخطوط الحمراء التي اختارها الشاعر الأديب صلاح آل السلطاني في قصيدته المعنونة ب (خطوط حمراء) والتي هي دافع الموضوع الذي نضيء على بعض من مكنوناته التي نستشعر منها شيئ من المعنى في حقيقة الوطن في ذات أبناءه الذين ينتمون اليه بكل معالم الإنتماء .
 ننطلق متسائلين مالذي تعنيه الخطوط الحمراء ولماذ حمراء وليست بلون آخر . الجواب الأقرب لتساؤلنا هو أن الأحمر بطبيعته مثير للفضول وداع يستوقفنا للتركيز وفوق هذا كله هو بلون الدم ، الدم الذي يمثل محتوانا الذي لابديل له الا من فئته وفصيلته ، ذلك الدم الذي كان أحمرا ليلفت انتباهنا لأهميته وأهمية القضية التي يمكن أن يراق ويسكب لأجلها. الدم يعني الحياة. وحمرته تعني أن الحياة هي خط احمر لاينبغي للموت أن يتسلل اليها . الدم يدور في الاوردة والشرايين على شاكلة الحياة التي تدور من حولنا فلا ينبغي أن يهدر الدم إلا للحياة .
وإذ يتدفق الدم على أهميته من أجل الحياة تتدفق كلمات النص : 
قف مكانك أيها الأفاق 
إلزم حدودك أيها الأرعن 
أيها المراهق العجوز 
ياحادي النفاق 
ياتاج الحماقة والغباء والبغاء 
فأنك كالحمار تساق 
أبوابنا موصدة 
لاتهوى الأنزلاق 
تربة واحاتنا 
مقدسة 
معمدة 
بالعطر والرحيق الرقراق
 الخطوط الحمراء التي استحالت لعبارات كانت على أشدها في : قف مكانك ، إلزم حدودك . وكان أوصاف الموصوف هي حمراء ايضا عبر عنها الشاعر بقوله :أيها الأفاق ، أيها الأرعن ، أيها المراهق العجوز ، ياحادي النفاق ، ياتاج الحماقة والغباء والبغاء ، كالحمار تساق . فكانت حمرة الوصف جلية وقد أبرز صاحب النص تلك الصفات الحمراء ليلفت انتباه طرف المواجهة كي لاتكون المواجهة غدر بل لفت كامل لأنتباه الطرف الآخر عبر تلك الحمرة .
ومن حمرة الوصف الى حمرة الجهة التي عبر عنها : أبوابنا موصدة  والى حمرة الحركة : لاتهوى الإنزلاق والى حمرة المكان : تربتنا واحاتنا والى حمرة الروح : مقدسة معمدة والى حمرة الحس : بالعطر والى وحمرة الإستشفاف : والرحيق والى حمرة الحركة : الرقراق .
 وينعطف بنا النص من خطوط حمراء خارجية وجهها للعدو الى خطوط حمراء داخلية تخاطب العدو او تعرفه عنها ليقرأها بحذر وليفهمها بأنتباه وتركيز عال كي يعرف حقيقة ماهو متقابل معه وماهو في مواجهته فيفصلها النص : 
عنواننا سلطاني النسب 
جذرنا عراقي الأصل 
شهم شامخ رفيع في الأعراق 
تتوسم صدورنا 
أرواح شهداء العراق 
ألشرف الرفيع هكذا 
الدم على جانبيه يراق
ينهل منا الشرف الرفيع 
يفيض جداولا وسواق 
يتعطر بنا الورد الجميل 
فيفوح نسيم الأحداق 
يطلبنا النخل الطويل رفعة 
يباهي بنا الدنا بساق 
القيم والمبادىء السامية 
نعلمها كيف التراق
 وبديهي أن يكون أول مايدعو اليه الداع العنوان فيلوح بهوية حمراء مفصلا ودالا في مطلعها لعنوانه الوجودي قائلا : سلطاني النسب والى حمرة المنبت : عراقي الأصل والى حمرة الصفات المثيرة : شهم ، شامخ ، رفيع في الأعراق . ومن المظهر الأحمر المعلوم الى الجوهر الأحمر ومكنونات الصدور التي قال عنها : تتوسم صدورنا والى حمرة المتعلق بقوله : أرواح شهداء العراق . ومن حمرة المدرك المحسوس الى حمرة المعنى المتعقل : الشرف الرفيع هكذا الدم على جانبيه يراق . والى حمرة الأفعال التي تليق بذلك المتعقل فعبر عنها : ينهل ، يفيض ، يتعطر ، فيفوح ، يطلبنا ، يباهي ، نعلمها . فكانت كلها أفعال مثار للفت أنتباه الخصم .
ومن حمرة الذات المتحدثة  الى حمرة الذات المتلقية ولكن شتان بين حمرتين الأولى كانت لفضائل مثيرة للأنتباه وأما الأخرى فرذائل مثيرة للأشمئزاز فقال عنها : 
تراتيلكم 
شعاراتكم 
مسمياتكم 
تسبغ قبحكم نفاق 
إنحطاطكم 
إنحلالكم 
سفالتكم 
خستكم لايضاهها شقاق
وتنعطف بنا الخطوط الحمراء لمسارها الأخير  وهو الوصف الأحمر لأفعال العدو وماينبغي عليه أن يكون عليه وماينبغي أن يؤول اليه كأستحقاق طبيعي له فيقول فيه واصفا ومذكرا له : 
خستكم لايضاهها شقاق 
ثم يوجهه الى حمرة موقفه قائلا : 
فاخلع نعليك وموبقاتك
أي لاتجعل من حمرة التكبر التي تسير عليها قدميك حاجزا بينك وبين التراب الذي تعيش عليه .ويضيف :
وشرذمة صفات السراق 
كي تطأ أرض الأنبياء والشهداء
ملوحا اليه بحمرة المكان الذي هو عليه ويضيف لذلك : 
 وتطهر ساق بعد ساق 
 في إشارة منة لحجم غرقه وارتكاسه بالمستنقع الأحمر المحضور الذي نجسه على كل صعيد وجعل منه كما قال الشاعر : 
فأمثالك المنحرفين المنحطين 
ليس لهم بعد هذا وذاك باق .
 ليلفت انظاره لحمرة وجوده في المكان الذي لم يعد متوافقا مع صفاته وميوله فالخيانة والسرقة والأرهاب مستنقعات حمراء مغرقة ومهلكة للوالغين فيها . ويعود لرفع خطوط حمراء بوجه العدو الغادر الذي تليق به حمرة الجحيم التي تستوقفه من ولوج ماقال عنه النص : 
هذه البقاع جنة الله على الأرض 
فما لك والمومسات عليها من بواق .
 ومعلوم أن الجنة هي خط أحمر بوجه المومس التي لاهم لها سوى الحصول على المال من أي وطن . وهي النقيض تماما للمستوطنين للجنة التي لايفرطون بها لأنها أغلى وأثمن الأوطان لذا تستوقف الخائنون لأوطانهم حمرة الأخلاص في حب الوطن .
 وبعد أن توسعنا لحد الإسراف عن حمرة النص تواجهنا بعض الإشكاليات ، فمن جهة أن اللون الأحمر يلبي مطلب لفت النظر ويشد التركيز لكنه من جهة أخرى باعث على الأهتياج لا على التروي والتأمل كالأزرق مثلا !!
 أيضا الخط الأحمر أو اللون الأحمر هو تعبير مختصر للمنع وللفت الأنتباه والأسراف بالتفاصيل والدقائق فيه لايضيف للمنع وللفت الأنتباه جديدا . لأن ادراج تفاصيل كثيرة في لون واحد يصعب الألتفات اليه نتيجة التفرد اللوني بالإعلان ويصعب جدا التركيز على دقائق كثيرة ضمن اللون الواحد للفكرة وعليه يصعب الأختيار على متلقي الأعلان ان يعي أولويات مايتحذر منه من التفاصيل الجزئية المسهب بها بالنص . 
لذا نحتمل ان كاتب النص قد تقصد الأسهاب وتوسيع مساحة خطوطه الحمراء  كي لايتسرع المتلقي برفض التحذير وليعطه فرصة كافية للرؤية العقلانية لقبوله التحذير عن أقتناع وتروي من خلاله إشغاله بمطالعة تفاصيل لخطوط حمراء لنص يبدو لنا بلون واحد . وأدناه نص الشاعر الأديب صلاح آل السلطاني الذي تناولناه بالنقد : 
- خطوط حمراء -
قف مكانك ايها القزم
قف مكانك ايها الأفاق
الزم حدودك ايها الارعن
ايها المراهق العجوز
يا حادي النفاق
يا تاج الحماقة والغباء والبغاء
فانك كالحمار تساق
فأبوابنا موصدة ...
لا تهوى الانزلاق
تربة واحاتنا ...
مقدسة ... 
معمدة ...
بالعطر بالرحيق الرقراق
عنواننا سلطاني النسب
جذرنا عراقي الاصل
شهم شامخ رفيع الأعراق
تتوسم صدورنا ...
ارواح شهداء العراق
الشرف الرفيع هكذا
الدم على جوانبه يراق
ينهل منا الشرف الرفيع
يفيض جداولا وسواق
يتعطر بنا الورد الجميل
فيفوح نسيم الأحداق
يطلبنا النخل الطويل رفعة
يباهي بنا ألدنا بسّاق
القيم والمبادئ السامية
نعلمها كيف التراق
تراتيلكم ...
شعاراتكم ...
مسمياتكم ...
تسبغ قبحكم نفاق
انحطاطكم ...
انحلالكم ...
سفالتكم ...
خستكم لا يضاهيها شقاق
فاخلع نعليك وموبقاتك
و شرذمة صفات السراق
كي تطأ ارض الانبياء والشهداء
وتتطهر ساق من بعد ساق
فامثالك المنحرفين المنحطين
ليس لهم بعد هذا وذاك باق
هذه البقاع جنة الله في الأرض
فما لك والمومسات عليها بواق
  • Blogger Comments
  • Facebook